كل إنسان يمرّ بلحظات يرغب فيها بالهروب من واقعه. قد يكون ذلك عبر مشاهدة الأفلام، أو الغوص في ألعاب الفيديو، أو حتى أحلام اليقظة. وهذا الهروب المؤقت قد يكون أحيانًا مفيدًا، يمنحنا استراحة قصيرة من ضغوط الحياة. لكن متى يتحوّل من راحة… إلى خطر؟
تكمن المشكلة حين يصبح الهروب وسيلة دائمة لتجنّب مواجهة الواقع. بدلًا من التعامل مع الصعوبات أو اتخاذ قرارات مصيرية، يبدأ الإنسان بالانسحاب تدريجيًا إلى عوالم افتراضية أو خيالية، يجد فيها راحته وهروبه المؤقت… الذي قد يطول.
في هذه الحالة، لا يُحلّ شيء. بل تتفاقم التحديات، ويزداد الشعور بالعجز أو الاكتئاب. فكلما طالت فترة الهروب، أصبح الواقع أكثر ثقلاً وصعوبة عند العودة إليه.
الهروب ليس دائمًا سلبيًا. قد يكون وسيلة لإعادة التوازن، أو لاستعادة الطاقة. لكن الفرق يكمن في “النية” و”الحدود”. هل تهرب لتستريح… أم لتتجاهل؟ هل تعرف متى تعود… أم أنك لا تريد العودة أصلًا؟
الواقع مهما كان صعبًا، هو المكان الوحيد الذي يمكن أن نبني فيه حياة حقيقية. وأحيانًا، يكفي أن نواجه جزءًا صغيرًا من المشكلة كل يوم، بدلًا من إنكارها بالكامل.
لا بأس أن نأخذ نفسًا، أن نبتعد قليلًا، لكن الأهم… أن نعود. لأن الشجاعة لا تعني أن لا نخاف، بل أن نعود رغم الخوف، ونُصلح ما نستطيع، بخطوات صغيرة ولكن صادقة.